مجموعة "بريكس".. علاقات مميزة وطموح على الساحة الدولية
رؤساء الصين والهند وروسيا في قمة "بريكس"
اجرت قناة "روسيا اليوم" مقابلة مع الكسندر لوكين نائب مدير
الاكاديمية الدبلوماسية الروسية تناول فيه نتائج لقاء زعماء مجموعة "بريكس"
في نيودلهي. وجاء في المقابلة ما يلي:
- كيف
تنظرون الى اقتراح الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف خلال قمة "بريكس" بضم كل
من البرازيل والهند وجنوب افريقيا إلى مجلس الامن الدولي كأعضاء دائمين؟
-
استطيع القول ان هذا المقترح مثير للاهتمام ليس لانه جديد، فهو لم يغير
شيئا في الموقف الروسي، ذلك أن روسيا تؤيد وتدعم دائما المفاوضات حول
الاصلاحات في مجلس الامن الدولي وادخال دول أكثر في عضويته الدائمة من خارج
العالم الغربي، اي من الدول النامية من القارات الاخرى، وخاصة الهند
والبرازيل، وفي فترة سابقة ايدت روسيا انضمام اليابان، ولكن تغيرت الحيثيات
على العموم. وكانت روسيا سابقا تفضل عدم مناقشة هذه المسألة ضمن مجموعة
"بريكس" وذلك لان المحادثات الرسمية حول تغيير تشكيلة مجلس الامن تجري في
اطار الامم المتحدة وينبغي التوصل الى قرار متضامن، لان روسيا وحدها لا
تستطيع ضم اي دولة، وعلى الاقل يجب ان يوافق على ذلك جميع اعضاء مجلس الامن
الدولي. ويدل طرح هذا الموضوع في قمة "بريكس" من قبل الرئيس الروسي على ان
هذه المجموعة قد وصلت الى نضوج يسمح في اطارها مناقشة مثل هذه المسائل.
-
طالب الرئيس الروسي خلال قمة "بريكس" بعدم استخدام مجلس الامن الدولي
كوسيلة لاسقاط الانظمة غير المرغوب فيها، كيف تنظرون الى هذا التصريح؟
-
هذا التصريح على كل حال يخص روسيا والصين، لانهما دولتان دائمتا العضوية
في مجلس الامن. اما الدول الاخرى في مجموعة "بريكس"، فلا علاقة لها بهذا
الامر، ولكن يجب أولا تعريف مصطلح الانظمة غير المرغوب فيها. وهذه المسألة
يجب ان تناقش في مجلس الامن، فهناك قواعد تسمح بتدخل عسكري ما، وهذه
القواعد معروفة وهي موافقة جميع الاعضاء على هذا الامر. وبما ان روسيا
والصين عضوان دائمان في مجلس الامن فيمكنهما منع اي تدخل، وخصوصا العسكري،
لتغيير نظام ما، لان روسيا والصين تملكان حق النقض (الفيتو). اما باقي دول
مجموعة "بريكس" فلا علاقة لها بالامر، ويمكنها فقط التعبير عن رأيها
لتشكيل مناخ معنوي ما.
- ما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه دول مجموعة "بريكس" لحل الازمة في سورية والملف النووي الايراني؟
-
اعتقد ان روسيا والصين تستطيعان ان تلعبا دورا فعالا في حل الازمة
السورية، وهو ما تقومان به الان ضمن اطار مجلس الامن الدولي، ولكن في
الاتجاه الذي تعتبرانه صحيحا. فهما تستطيعان تقويض اي تدخل عسكري في سورية
وتستطيعان تغيير قرارات مجلس الامن في الاتجاه الضروري والمناسب. اما
بالنسبة لايران فالوضع معقد جدا بهذا الشأن. فان الهند والصين تستوردان
كميات كبيرة من النفط الايراني، والهند هنا خلافا لايران انتجت اسلحة
نووية، وهناك مصالح اقتصادية لدول "بريكس" في ايران. ومن جهة اخرى روسيا في
الاونة الاخيرة تبدي ضغوطا على القيادة الايرانية كي تتحرك باتجاه تنفيذ
متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن هنا يمكن لدول "بريكس" ان تقدم
لايران فرصة بان تغير موقفها، بحيث يكون بناء اكثر بمعنى ان دول مجموعة
"بريكس" يمكن ان تعطي لايران امكانية مستقبلية للعمل والتعاون سويا.
- كيف تقيمون التعاون الثنائي بين دول "بريكس"، وخصوصا في المجال الاقتصادي؟
-
العلاقات الثنائية الاقتصادية بين دول مجموعة "بريكس" ممتازة جدا، فالصين
تحتل المرتبة الاولى في التبادل التجاري مع روسيا. ورغم بعد الدول الاخرى
عن روسيا، فان ذلك لن يمنع من رفع مستوى التعاون الاقتصادي مع دول المجموعة
ككل. ولذلك فانني اعتقد ان اقتصادات دول "بريكس" ستتطور في المستقبل
القريب، وهذا امر جيد ومفيد لهذه الدول.