الدقيقة 91، الأعصاب مشدودة، انجلترا في طريقها للفوز على فرنسا بهدف نظيف أحرزه فرانك لامبارد، يحتسب الحكم ركلة حرة مباشرة خارج منطقة الجزاء، القائد زيدان على التنفيذ، هدف!
الدقيقة 92 من المباراة نفسها، يتوغل الغزال تيري هنري وينفرد بالحارس ديفيد جيمس ويراوغه قبل أن يتعرض لعرقلة غير شرعية، يطلق الحكم صافرته مشيرا إلى نقطة الجزاء، نعم ركلة جزاء ينفذها مجددا القائد زيدان بقوة في شباك الحارس الانجليزي، ليطلق الحكم بعدها بدقيقة صافرة النهاية لتنتهي المباراة بفوز الديوك الفرنسية بهدفين لهدف في مباراة شهدت إهدار ركلة جزاء من القائد الانجليزي ديفيد بيكام.
المشهد السابق ليس خياليا، بل حدث بالضبط يوم الثالث عشر من يونيو عام 2004 في بطولة كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في البرتغال، لكن هذا السيناريو لن يتكرر مرة أخرى بكل تأكيد خاصة بعد اعتزال الثنائي الأسطوري الفرنسي زين الدين زيدان والغزال الأسمر تيري هنري.
وبعد غياب 8 سنوات، يعود منتخبا فرنسا انجلترا للاصطدام ببعضهما البعض في بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا ضمن منافسات المجموعة الرابعة التي تضم كل من السويد وأوكرانيا – البلد المضيف بصحبة بولندا -.
تغييرات ضخمة وكبيرة طرأت على المنتخبين منذ آخر لقاء لهما سواء من ناحية الإدارة الفنية أو حتى تشكيلة اللاعبين، وقد خسر المنتخب الفرنسي جهود لاعبين عمالقة أمثال زيدان وهنري وباتريك فييرا وديفيد تريزيجه ونيكولا أنيلكا وكلود ماكليلي وروبرت بيريز وبات يعتمد على جيل جديد يقود المهاجم كريم بنزيمة وفرانك ريبيري وسمير نصري ويان مفيلا.
وينطبق الأمر ذاته على المنتخب الإنجليزي الذي فقد كل من ديفيد بيكام ومايكل اوين وبول سكولز وايميل هسكي واوين هارجريفز، وأصبح يعتمد على أمثال مايكل كاريك ووين روني وجون تيري وداني ويلباك وثيو والكوت.
ويأمل الفريقان في تكرار تأهلهما إلى دور الثمانية مثلما حدث في نسخة 2004 عندما تصدرت فرنسا المجموعة برصيد 7 نقاط، بفارق نقطة عن انجلترا. وللمفارقة، فقد ودع الثنائي البطولة من دور الثمانية لحساب الفريقين المتأهلين إلى المباراة النهائية حيث خسرت فرنسا بهدف نظيف أمام اليونان حامل اللقب، فيما خسرت انجلترا أمام البرتغال الوصيف بركلات الترجيح.
التوقعات لم تصب في صالح منتخب بعينه وإن كانت تميل بفارق بسيط للفرنسيين الذين يقدمون أداء جيدا تحت قيادة المدرب الشاب لوران بلان، حيث حققوا الفوز على المنتخب الألماني وديا قبل البطولة، بينما يعاني منتخب الأسود الثلاثة من تغيير الجهاز الفني قبل البطولة بفترة ليست كبيرة عقب استقالة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو بسبب أزمة سحب شارة القيادة من جون تيري.
ويأمل مشجعو الفريقين ألا تشهد المباراة نهاية درامية لفريقيهما مثلما حدث في 2004. فهل تعود الدراما الفرنسية لفرض هيمنتها، أم أن الانجليز سيستلهمون دراما شكسبير للفوز على جيرانهم؟
التقى المنتخبان 6 مرات على صعيد البطولات الدولية الكبرى، الأولى في الثالث من اكتوبر عام 1962، وانتهت المباراة بالتعادل 1-1. ثم تواجها مرة أخرى في السابع والعشرين من فبراير عام 1963، وفاز حينها المنتخب الفرنسي بنتيجة 5-2، وهو أكبر نتيجة تحققت بينهما.
ثم التقى منتخب الأسود الثلاثة مع نظيره الفرنسي للمرة الثالثة في بطولة كأس العالم التي أقيمت في انجلترا في العشرين من يوليو عام 1966، وفاز المنتخب الانجليزي بهدفين نظيفين.
وعاد كأس العالم ليجمع بين الغريمين في أسبانيا يوم السادس عشر من يونيو عام 1982، وتفوقت انجلترا أيضا بنتيجة 3-1. وفي عام 1992، التقى الفريقان للمرة الخامسة ولكن في بطولة كأس الأمم الأوروبية، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، قبل أن يتقابلا في يورو 2004 بالبرتغال حين فازت فرنسا 2-1 في آخر مباراة جمعت بينهما حتى الآن.
لكن الكفة تصب في مجمل اللقاءات بين الفريقين التي وصل عددها إلى 28 مباراة في صالح المنتخب الانجليزي الذي فاز في 16 مباراة، بينما فاز المنتخب الفرنسي في 8 مباريات، وتعادل الفريقان في 4 مباريات.